كنوز أفريقيا المنهوبة وأرض زائير المليئة بالذهب

كنوز أفريقيا

أفريقيا هي أرض مليئه بالكنوز المدفونه والثروات المتنوعه وهو ده السبب اللي خلاها مليانه بالحروب على مدار التاريخ و لغاية الوقت اللي احنا فيه ده..

وغير انها بتحتوي على اجمل المناظر الخلابه اللي ممكن تشوفها في العالم كله هي كمان بمتلك ارض خصبه مليئه بالكنوز والثروات اللي خلت الغرب واوروبا يطمعوا فيها ويبذلوا كل جهدهم عشان يستحوذوا على ثرواتها ويستغلوا مواردها لصالحهم،

 وأهم دولة في القارة الافريقية وارضها فعلا كانت ولا تزال كنز حقيقي قادر يخليها من الاقوى في العالم هي الكونغو، وهيكون عنها موضوع حلقتنا النهارده، وهنعرف ايه هي حكايه استعمار بلجيكا للكونغو،

 وايه هي المعادن والكنوز الثمينه اللي خلت دول اوروبا تتسابق علي استعمارها.

 في البداية لازم نبقى عارفين ان القوه الاستعماريه زي فرنسا وبلجيكا كانوا لما بيروحوا اي دوله افريقيه عشان يستعمروها كانوا بيصوروا لشعبها انهم جايين يخلصوهم من الفقر والجهل والمرض،

 وكانوا دائما بيقولوا ’’ان العقل الابيض والعضل الاسود يجب ان يتعاونا معا لمصلحة الطرفين’’ 

 الحكايه بدات سنه 1876 لما ملك بلجيكا ليوبولد عمل مؤتمر في بروكسل ودعا فيه الناس والعلماء اللي مهتمين بالجغرافيا في العالم وخصوصا المهتمين بالدراسات الأفريقية ،

وسماه المؤتمر الجغرافي العالمي وقال لهم في المؤتمر احنا عايزين نكتشف الاقاليم الموجوده في قلب القاره الافريقيه عشان ننشر الحضاره فيها ونوقف تجاره العبيد والحاجات دي ..

طبعا الكلام ده كله كذب ودي كانت بدايه خطته عشان يستعمر الكونغو، وفي نهايه المؤتمر عملوا هيئه وسموها الجمعيه الدوليه لكشف افريقيا وادخال الحضاره فيها،

 وقالو هنبعت مجموعه في كل دوله افريقيه عشان يأسسوا محطات فيها باسم الجمعيه ،

بلجيكا ركزت على الكونغو قوي، وده لانها كانت اكبرواغنى دوله افريقيه حره في الوقت ده، واصبحت اهم مناطق افريقيا في الجنوب بسبب الاكتشافات المعدنيه الضخمه،

 زي الماس الصناعي اللي بلغت نسبته  للإنتاج العالمي 75 في المئه والكوبالت اساس صناعه كل حاجه لها علاقه بالتكنولوجيا زي الموبايل والكمبيوتر 69 في المئه من الانتاج العالمي، دا غير الذهب والنحاس والبلاتين وغيره كثير..

 في الوقت ده استعان الملك ليوبولد بواحد من اشهر المغامرين وهو هنري ستانلي، اللي عمل قبل كده رحله استكشافيه في وسط افريقيا استمرت اربع سنوات،

 واقترح عليه التعاون في تنفيذ مشروعه  في الكونغو، وفي 25 نوفمبر 1878 عمل مؤتمر دولي ثاني في بروكسل عشان يناقش مشروعه ويعرضه،

وحضر المؤتمر ممثلين عن فرنسا وهولندا، وفي نهايه المؤتمر عملوا هيئه جديده سموها جمعيه الكونغو الدولية،وهدفها انها تعمل معاهدات مع الزعماء الوطنيين في الكونغو، 

في الوقت ده كان في بعض العوامل في بلجيكا فرضت على الملك ليوبولد يمول الجمعيه من ماله الخاص ودي كانت بدايه الاستعمار البلجيكي للكونغو,

 الملك بعت ستانلي في رحله استكشافيه عشان يحدد لهم الطريق للوصول الى الكونغو ودخل الكونغو سنه 1879 واسس فيها اول محطه باسم الجمعيه وبعد كده تتابعت نجاحاته بانشاء 22 محطه تجاريه على نهر الكونغو وفروعه، وعمل اتفاقيات مع رؤساء القبائل عشان يكسبهم ويستغل شباب القبائل ويخليهم يشتغلوا في جمع المعادن لحسابه مقابل اجور تكاد تكون معدومه،

وبدأ يشيد المدن زي مدينه ’’فيفي’’ اللي كانت اول عاصمه للاقليم ده ..

دا غير المدارس والطرق وكل مظاهر الحضاره اللي احنا عارفينها وكل الاجراءات دي خلت زعماء القبائل يطمئنوا ويتأكدوا ان ليوبولد جاي يعمل نشاط تجاري في البلد ويعمرها ومش جاي يستعمرها ،

وبعد النجاح اللي حققه استانلي في مهمته بدأ الملك ليوبولد يكشف الستار عن اغراض الجمعيه، وجردها من الصفر الدوليه، واصبحت مشروع بلجيكي ملكي اقتصادي،

 و في الوقت ده استانلي اكتشف مكان جديد ارضه مليانه بالنحاس والمعادن المختلفه، وهو اقليم كاتنجا، وبدأ ليوبولد يجمع النحاس من المنطقه دي وكان بيتعامل مع العمال الكونغوليين بمنتهى القسوه والوحشيه وكان بيحدد كميه لكل عامل لازم يستخرجها من الارض كل يوم،

واللي مبيقدرش يطلع الكميه دي لأي سبب كان بيتعرض لأشد انواع العقاب وكان القتل بالرصاص وقطع الايادي من العقوبات اللي بتمارس بكل بساطه ضد المواطنين،

 واستخدم وسائل الارهاب لاجبار رؤساء القبائل في الكونغو على تقديم العمال اللازمين للعمل وتنفيذ ما يؤمرون به،

 في الوقت ده الدول الاوروبيه كانت معترضه على اللي بيعملوا الملك ليوبولد في الكونغو ولكن مش عشان هو بيتعامل بوحشيه مع اهل الكونغو، لا ده عشان كانوا طمعانين في الكنوز اللي بياخدها من الكونغو لوحده من غير ما هم يستفادوا بيها،

 فقرروا يعملوا مؤتمر يجمعوا فيه الدول الاوروبيه عشان يحلوا مشاكلهم في افريقيا ،

ف الزعيم الالماني بسمارك دعاهم لعقد مؤتمر في برلين لتنظيم عمليه السيطره على القاره الافريقيه، ويعتبر هذا المؤتمر هو خاتمه المطاف للصراع الدولي الاوروبي على افريقيا،

 وفي نهايه المؤتمر تمكن الملك ليوبولد من كسب طرف دولي جديد و

هو الولايات المتحده الامريكيه،

 اللي اعترفت بجمعيته وباملاكها في الكونغو، مقابل انه يسيب باب الكونغو مفتوح امام التجاره الامريكيه، وبدات مصالح امريكا هي كمان تمشي في الكونغو..

 وطبعا ليوبولد بدأ يسعى لكسب تأييد الدول الاوروبيه عشان يعترفوا بحقوقه في الكونغو،

وفي نهايه البيان الختامي للمؤتمر اتفقوا على ان الكونغو دوله افريقيه مستقله ذات سياده ولكن بتديرها جمعيه الكونغو الدوليه اللي بيملكها ليوبولد وبلجيكا،

 وأقر البرلمان في بلجيكا الكلام ده، ولكنه تحفظ حول طبيعه العلاقه مع الكونغو واعتبرها جزء من ممتلكات الملك الشخصيه،

 واستمرملك بلجيكا يستثمر موارد الكونغو لحسابه الخاص لاكثر من 20 سنه وكان بيصدر قرارات تحفظ للحكومه حق احتكار بعض المواد زي العاج والمطاط في كل الاراضي،

و كانوا بيجبروا الاهالي على بيع كل ما يحصلون عليه للحكومه،

واستمر نهب الثروات في الكونغو بالطريقه الوحشيه والارهاب اللي استخدموا ليوبولد وحكومته،

 الي تحررت البلاد واصبحت مستقله بعد سنوات من النهب والسرقه والفقر، ولغاية دلوقتي مش قادرين يستغلوا الكنوز اللي عندهم لصالحهم زي باقي الدول الافريقيه.